الفرق بين محركات البحث والمتصفحات

تعد متصفحات الويب جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الرقمية، مما يمكننا من الوصول إلى عالم دائم التوسع من المحتوى والموارد على شبكة الويب العالمية.

في هذه المقالة، سوف نستكشف عالم متصفحات الويب، ونتعمق في أصولها، وكيف تعمل، وعملية تطويرها، وأبرز المتصفحات المتاحة حاليًا، وبعض ميزاتها.

متصفحات الويب

متصفحات الويب بداياتها وتطورها وكيف تعمل

I. ما هو متصفح الويب؟

    مستعرض الويب أو متصفح الويب هو تطبيق برمجي يسمح لك بالوصول إلى مواقع الويب العالمية (WWW)، واستعراض النصوص والصور والملفات ومحتويات اخرى كثيره تعرض على شبكة الويب. 

    فالمتصفحات تقوم بتفسير صفحات الويب التي تتم كتابتها عادةً بلغة HTML، ولغات أخرى قائمة على الويب مثل CSS، وجافا سكريبت، وعرضها على شبكة الويب. 

   وهي تتيح بذلك للمستخدمين تصفح مواقع الويب والتفاعل معها، والبحث عن المعلومات والترفيه والتعليم، وعرض محتوى الوسائط المتعددة، والوصول إلى الأخبار والكتب والأفلام والموسيقى والألعاب والخدمات المتنوعة عبر الإنترنت.

    وبهذا أصبحت المتصفحات جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، وبدونها، لن نتمكن من الاستمتاع بفوائد الإنترنت.

II. بدايات متصفحات الويب

    يمكن إرجاع البدايات الأولى للمتصفحات إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما اخترع عالم الكمبيوتر البريطاني تيم بيرنرز لي شبكة الويب العالمية.

    ففي ذلك الوقت، كان الويب عبارة عن مجموعة من المستندات النصية، التي يمكن الوصول إليها من خلال واجهة سطر الأوامر.

  WorldWideWeb

     في عام 1990 ، قدم عالم الكمبيوتر البريطاني السير Tim Berners-Lee بيرنرز لي أول متصفح ويب ، يسمى WorldWideWeb ، شبكة الويب العالمية والذي كان متصفحًا بسيطًا يسمح للمستخدمين بالوصول إلى صفحات الويب وعرضها.

   كان متصفح WorldWideWeb يعتمد على النصوص ويعمل على نظام التشغيل NeXTSTEP

  Mosaic

     تم إصدار وتطوير أول متصفح ويب رسومي ، يسمى Mosaic ، في عام 1993 بواسطة Marc Andreessen و Eric Bina في المركز الوطني لتطبيقات الحوسبة الفائقة (NCSA) في جامعة إلينوي.

   كان Mosaic طفرة في تصفح الويب، لأنه قدم مفهوم عرض الصور ومحتوى الوسائط المتعددة داخل صفحات الويب. مما جعل الويب أكثر جاذبية بصريًا.

    كما كان Mosaic أيضًا أول متصفح يدعم الارتباطات التشعبية ، مما سمح للمستخدمين بالتنقل بين صفحات الويب.

    وبهذا ألهم نجاح Mosaic العلماء الى تطوير متصفحات الويب الأخرى، مثل Netscape Navigator ، و Internet Explorer ، و Opera، حيث قدمت هذه المتصفحات ميزات وتقنيات جديدة، مثل دعم لغات البرمجة النصية مثل JavaScript و Cascading Style Sheets و أوراق الأنماط المتتالية (CSS) ، والمكونات الإضافية مثل Adobe Flash و Java.

    اليوم ، هناك العديد من متصفحات الويب المتاحة، ولكل منها ميزاتها ومزاياها الفريدة.

ومن أكثر المتصفحات شيوعًا Google Chrome و Mozilla Firefox و Apple Safari و Microsoft Edge و Opera، حيث تم تصميم هذه المتصفحات للعمل على أنظمة تشغيل مختلفة، بما في ذلك Windows، و macOS، و Linux، و iOS، و Android.

III. تطور متصفحات الويب

   ساهمت العديد من التطورات الرئيسية في تشكيل تطور متصفحات الويب على مر السنين:

•  واجهة المستخدم الرسومية (GUI)

    عملت المتصفحات القديمة مثل Mosaic و Netscape Navigator على نشر استخدام الواجهات الرسومية، مما جعل الويب أكثر سهولة في الوصول إليه وسهولة استخدامه.

•  JavaScript

    اخترعها Brendan Eich في عام 1995 ، حيث مكنت JavaScript مطوري الويب من إنشاء صفحات ويب تفاعلية، مما أحدث ثورة في طريقة تفاعل المستخدمين مع مواقع الويب.

•  CSS (أوراق الأنماط المتتالية)

    تم طرح CSS في عام 1996، حيث أتاح للمطورين فصل محتوى صفحة الويب (HTML) عن عرضها التقديمي (النمط والتخطيط)، مما أدى إلى الحصول على تعليمات برمجية أكثر كفاءة وقابلة للصيانة.

•  HTML5(لغة ترميز النص التشعبي ) 

     تم إصدار HTML5 في عام 2014، وأدخل تحسينات كبيرة على دعم الوسائط المتعددة، مما سهل على المطورين إنشاء تطبيقات ويب تفاعلية ثرية.

•  WebAssembly

     تم إطلاق WebAssembly في عام 2015 ، وهو تنسيق تعليمات ثنائي يسمح للمطورين بتشغيل تطبيقات عالية الأداء على الويب، مما يزيد من سد الفجوة بين الويب والتطبيقات الأصلية.

IV. كيف تعمل المتصفحات

تعمل متصفحات الويب باتباع عملية محددة:

v تحليل عنوان URL

عندما يقوم المستخدم بإدخال عنوان URL )محدد موقع المعلومات) في شريط العناوين في أحد محركات البحث، أو ينقر فوق ارتباط تشعبي ، يقوم المتصفح بتحليله لتحديد البروتوكول (HTTP و HTTPS) واسم المجال ومسار المورد المحدد.

v تحليل اسم المجال

يرسل المتصفح بعد ذلك طلبًا إلى خادم نظام أسماء النطاقات (DNS) لترجمة اسم المجال إلى عنوان IP.

v الطلب والاستجابة

يقوم المتصفح بإنشاء اتصال بخادم الويب الذي يستضيف موقع الويب الهدف باستخدام عنوان IP حيث يرسل طلب HTTP ، ويستجيب الخادم بالمحتوى المطلوب.

v العرض

يعالج المتصفح المحتوى المستلم ، والذي يتضمن عادةً HTML و CSS وجافا سكريبت، ثم يترجم هذه اللغات إلى تمثيل مرئي ، ويعرض صفحة الويب على شاشة المستخدم.

V. أشهر متصفحات الويب

اكتسبت العديد من متصفحات الويب مكانة بارزة على مر السنين ، مع سيطرة بعضها على السوق في نقاط زمنية مختلفة:

1) Netscape Navigator

    تم تطوير Netscape Navigator من قبل الشركة التي أسسها مارك أندريسن وجيم كلارك في عام 1994.

    وفي ذروتها، استحوذت على أكثر من 90٪ من سوق المتصفحات، لكن  ومع ذلك، فقد تضاءلت شعبيته بسبب "حروب المستعرضات" مع Microsoft Internet Explorer، وتم إيقافه في النهاية في عام 2008.

2) Internet Explorer

     تم إطلاق Internet Explorer بواسطة Microsoft في عام 1995 ، وأصبح متصفح الويب الأكثر استخدامًا ، ووصل إلى ذروته بحوالي 95٪ من حصة السوق في عام 2003. وتضاءلت هيمنته مع صعود المنافسين مثل Firefox و Chrome ، واستبدله Microsoft في النهاية بـ Microsoft Edge في عام 2015.

3) Mozilla Firefox

     تم إطلاق Firefox في عام 2004 من قبل مؤسسة Mozilla ، ووضع نفسه كبديل سريع وآمن ومفتوح المصدر لبرنامج Internet Explorer. في ذروتها ، استحوذت على ما يقرب من 30 ٪ من سوق المتصفحات.

4) Google Chrome

     تم إصدار Google Chrome في عام 2008 ، وسرعان ما اكتسب حصة في السوق نظرًا لسرعته وأمانه وبساطته. بحلول عام 2012 ، أصبح Chrome هو المتصفح الأكثر استخدامًا ، واعتبارًا من عام 2021 ، أصبح يستحوذ على أكثر من 60٪ من حصة السوق العالمية.

5) Apple Safari

    تم طرح Safari في عام 2003 ، وهو المتصفح الافتراضي لأجهزة Apple. على الرغم من أنها لم تكن أبدًا رائدة في السوق ، إلا أنها تحتفظ بحصة كبيرة من السوق ، لا سيما بين مستخدمي Apple.

6) Microsoft Edge

    هو متصفح ويب تم تطويره بواسطة شركة Microsoft Corporation ، وتم إصداره في عام 2015 ليكون خليفة Internet Explorer.

    وقد تم تصميم Edge ليكون سريعًا وآمنًا ومتوافقًا مع معايير الويب الحديثة ، وهو يأتي مدمجًا مع Windows 10 باعتباره المتصفح الافتراضي.

VI. ميزات المتصفحات المختلفة

    تحتوي المستعرضات أيضًا على ميزات مضمنة تسمح للمستخدمين بتخصيص تجربة التصفح الخاصة بهم ، مثل وضع الإشارات المرجعية والتصفح المبوب وأوضاع التصفح الخاصة.

 * وضع الإشارات المرجعية يسمح للمستخدمين بحفظ صفحات الويب المفضلة لديهم لسهولة الوصول إليها في المستقبل.
 * يسمح الاستعراض المبوب للمستخدمين بفتح صفحات ويب متعددة في نفس نافذة المتصفح.
 * تسمح أوضاع التصفح الخاصة للمستخدمين بتصفح الويب دون حفظ محفوظات الاستعراض أو ملفات تعريف الارتباط أو البيانات الأخرى.

    إذن، فلكل متصفح ميزاته الخاصة، فبعض المتصفحات أكثر سرعة من غيرها، والبعض الآخر أكثر أمانًا، والبعض الآخر أكثر ملاءمة للاستخدام.

   لذا فعند اختيار المتصفح المناسب لك، من المهم أن تأخذ في الاعتبار احتياجاتك الخاصة.

    فإذا كنت تبحث عن متصفح سريع، فإن جوجل كروم هو خيار جيد، أما إذا كنت تبحث عن متصفح آمن، فإن موزيلا فايرفوكس هو خيار جيد، أما إذا كنت تبحث عن متصفح سهل الاستخدام، فإن ميكروسوفت ايدج أو أوبرا أو سفاري هي خيارات جيدة.

VII. أسئلة وأجوبة حول المتصفحات

فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة حول المتصفحات:

 ما هو أفضل متصفح؟

      لا يوجد متصفح واحد أفضل من الآخرين ، لأن كل متصفح له ميزاته الخاصة، ومن المهم أن تختار المتصفح الذي يناسب احتياجاتك.

 ما هو الفرق بين المتصفحات المختلفة؟

     تختلف المتصفحات المختلفة في الميزات والسرعة والأمان وسهولة الاستخدام، لذلك من المهم أن تقارن بين المتصفحات المختلفة قبل اختيار المتصفح الذي يناسبك.

 ما هي الأنواع المختلفة لمتصفحات الويب؟

     هناك نوعان رئيسيان من متصفحات الويب:

•  متصفحات سطح المكتب: هي متصفحات الويب المصممة للاستخدام على أجهزة الكمبيوتر المكتبية.

•   متصفحات الجوال: هي متصفحات الويب المصممة للاستخدام على الأجهزة المحمولة، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

 ما هي المكونات المختلفة لمتصفح الويب؟

     المكونات الرئيسية لمتصفح الويب هي:

 *  محرك المتصفح: هذا هو جوهر المتصفح وهو المسؤول عن تفسير كود HTML وCSS لصفحة الويب.

 *  واجهة المستخدم: هذا هو الجزء من المتصفح الذي يتفاعل معه المستخدم.

 *  الإضافات: هذه هي الإضافات التي يمكن إضافتها إلى المتصفح لإضافة ميزات أو وظائف جديدة.

 *  ذاكرة التخزين المؤقت: هذه منطقة تخزين مؤقتة حيث يقوم المتصفح بتخزين صفحات الويب التي تمت زيارتها بالفعل.

 *  التاريخ: هذا سجل لصفحات الويب التي زارها المستخدم.

 ما هي ميزات الأمان المختلفة لمتصفحات الويب؟

     تحتوي متصفحات الويب على عدد من ميزات الأمان لحماية المستخدمين من مواقع الويب والمحتويات الضارة. تشمل هذه الميزات:

•   أدوات منع النوافذ المنبثقة: تمنع فتح النوافذ المنبثقة.

•   عوامل تصفية التصيد الاحتيالي: تساعد هذه المرشحات على حماية المستخدمين من هجمات التصيد الاحتيالي.

•   أدوات حظر الإعلانات: تمنع عرض الإعلانات.

•   التحديثات الأمنية: يتم تحديث متصفحات الويب باستمرار بتصحيحات أمنية لإصلاح نقاط الضعف.

 كيف يمكنني اختيار متصفح الويب الأفضل بالنسبة لي؟

     يعتمد اختيار أفضل متصفح ويب لك على احتياجاتك وتفضيلاتك الفردية، وإليك بعض العوامل التي يجب مراعاتها تشمل:

 *  نظام التشغيل الخاص بك: بعض المتصفحات متاحة فقط لأنظمة تشغيل معينة.

 *  جهازك: تم تحسين بعض المتصفحات لأجهزة معينة، مثل الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية.

 *  ميزاتك: تحتوي بعض المتصفحات على ميزات أكثر من غيرها.

 *  خصوصيتك: تركز بعض المتصفحات على الخصوصية أكثر من غيرها.

 كيف يمكنني الحفاظ على أمان متصفح الويب الخاص بي؟

     هناك عدد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للحفاظ على متصفح الويب الخاص بك آمنًا:

•   حافظ على تحديث متصفحك بأحدث تصحيحات الأمان.

•   استخدم كلمة مرور قوية ولا تشاركها مع أي شخص.

•   كن حذرًا بشأن مواقع الويب التي تزورها والروابط التي تنقر عليها.

•   استخدم مانع النوافذ المنبثقة ومانع الإعلانات.

•   قم بتثبيت ملحق أمان، مثل برنامج مكافحة الفيروسات أو برنامج مكافحة البرامج الضارة.

 ما هي الاتجاهات المستقبلية في متصفحات الويب؟

     تتضمن بعض الاتجاهات المستقبلية في متصفحات الويب ما يلي:

 * زيادة التركيز على الخصوصية والأمان.

 *  دعم التقنيات الجديدة مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي.

 *  مزيد من التكامل مع التطبيقات والخدمات الأخرى.

 *  تحسين الأداء وعمر البطارية.

خاتمة

في الختام ، يمكن القول أن المتصفحات قد قطعت شوطًا طويلاً منذ بداياتها المبكرة في التسعينيات. و أصبحت أدوات أساسية للوصول إلى الويب والتفاعل معه ، وتستمر في التطور والتحسين باستخدام الميزات والتقنيات الجديدة.

اليوم ، هناك العديد من المتصفحات الرائعة للاختيار من بينها ، ولكل منها مزايا فريدة ، ويمكننا أن نتوقع المزيد من الابتكار والتطوير في السنوات القادمة.

تعديل المقال